تعديل

السبت، 18 أبريل 2020


كُثَيِّرُ عَزَّةَ([1])
هو: أَبُو صَخْرٍ؛ كُثَيِّرُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ الأَسْوَدِ الخُزَاعِيُّ المَدَنِيُّ، مِنْ فُحُوْلِ الشُّعَرَاءِ، وكان مفرط القصر دميما، دخل على "عبدالملك بن مروان" في أول خلافته، فقال: أأنت كُثَيِّرٌ؟ فقال: نعم، فاقتحمه، وقال: "تسمع بالمَعيديّ خير من أن تراه"، فقال: يا أمير المؤمنين؟ كلٌّ عند محلِّه رحب الفناء، شامخ البناء، عالي السَّناء، وأنشد يقول:

تَرى الرَّجُلَ النَّحيفَ فَتَزْدَريهِ - وفي أثْوابِهِ أسَدٌ هَصورُ

ويُعْجِبُك الطَّريرُ فتَبْتَليهِ - فَيُخْلِفُ ظنَّكَ الرَّجُلُ الطَّريرُ

بُغاثُ الطيرِ أطولُها رِقاباً - ولَمْ تَطُلِ البُزاةُ ولا الصُّقورُ

خَشاشُ الطيرِ أكْثرُها فِراخاً - وأمُّ الصَّقْرِ مِقْلاتٌ نَزورُ

ضِعافُ الأسْدِ أكْثرُها زَئيراً - وأصْرمُها اللَّواتي لا تَزيرُ

وقَدْ عَظُمَ البعيرُ بِغيرِ لُبًّ - فلَمْ يَسْتَغْنِ بالعِظَمِ البَعيرُ

يُنَوَّخُ ثُمّ يُضْربُ بالهَراوى - فلا عُرْفٌ لَدَيْهِ ولا نَكيرُ 

يُقَوِّدُه الصَّبِيُّ بكلِّ أرْضٍ - ويَنْحَرُه على التُّرْبِ الصَّغيرُ 

فما عِظَمُ الرِّجالِ لَهُمْ بِزَيْنٍ - ولكِنْ زَيْنُهُمْ كَرَمٌ وخَيْرُ

فقَالَ عَبْد الملك: لله دره، ما أفصح لسانه، وأضبط جنانه، وأطول عنانه! والله إني لأظنه كما وصف نفسه([2]).


([1]) عزة الحاجبية هي معشوقة كثير، عاشت في العصر الأموي ضمن بلاد بني غفار من قبيلة كنانة.
([2]) انظر: أمالي القالي (1/46)، والأعلازم   للزركلي (5/219).