قال الشيخ مفلح بن سليمان الرشيدي - رحمه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين؛ والصلاة والسلام
على رسول الله وخاتم النبيين؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فهذا نظم قلته في
التعريف بأصحاب الحديث أو بعضهم، وبينت فيه بعض مناقبهم، وإنما قلت: نظماً،
ولم أقل شعراً، لأنه إلى النظم أقرب منه إلى الشعر؛ وقد كنت قرأت بعضه على الشيخ
العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وغفر له؛ وقد كان يتبسم عند سماعه لبعض
الأبيات من هذا النظم؛ وقد كان وجهني في تعديل بعض الأبيات بتوجيهاته السديدة
وملاحظته المفيدة، فجزاه الله خيراً كثيراً وأثابه أجراً عظيماً، ثم مازلت بعد ذلك أتعاهد هذا النظم وأعتني به،
حتى هذة النشرة التي تعتبر هي النشرة الصحيحة الكاملة، وأسأل الله تبارك وتعالى
العون والتوفيق والسداد؛ وآخر دعونا أن ]الحمد
لله رب العالمين[.
1) لك الحمد يا من في السموات قيمُ
|
تباركت تهدي من
تشاء وترحمُ
|
2) هديت إلى الإيمان بعد ضلالةٍ
|
وأغنيت من فقرٍ
وما زلت تنعمُ
|
3) وعلّمت بالقرآن بعد جهالةٍ
|
وبالسنّة الغرا
تمنُّ وتكرمُ
|
4) لك الحمد، حمداً طيباً ومباركاً
|
كثيراً كما ترضى
وبالقدر تعلمُ
|
5) ومن بعد حمد الله جلّت صفاتُهُ
|
أُصلي على خير
الورى وأُسلِّمُ
وأسلم |
6) صلاةً وتسليماً على المصطفى الذي
|
دعانا فكان الناصح
والمعلّمُ
|
7) وآلٍ وصحبٍ والذين تمسّكوا
|
بسُنته ثم
استقاموا وقوّموا
|
8) وبعد، فهاكم دُرَّةً قد
نظمتها
|
تزيد على
الخمسين والخمس
مغنمُ([1])
|
9) خصصت بها أهل الحديث مُبيناً
|
مناقبهم منظومةً
لست أكتُمُ
|
10) وأرجو لها حُسن
القبول علامةً
|
وقد كنت أرجو أن
تفوزوا وتعلمُ
|
11) فهل تحفظون النظم أو تكتبونه
|
عسى أن ننال
الخير نحن وأنُتمُ
|
12) لقد جاءنا بالبينات وبالهدى
|
رسول كبدر التمّ
لا يُتوهّمُ
|
13) وقد فبلَّغنا عِِِن ربنا كلّ حجّةٍ
|
وعلمنا في الدين ما
كان يلزمُ
|
14) وأوصى بتعليم الكتاب وحكمةٍ
|
ومات رسول الله
والدّين مُحكمُ
|
15) وكان على الإسلام خير خليفة
|
أبو بكرٍ الصديقُ
ذاك المقدم
|
16) فقد جاهد في الله حق جهاده
|
وقد جمع القرآن
لمّا تصّرموا
|
17) فماذا ترى لو عاش عشرين حجة
|
لظل الورا في
علمه يتنعم
يتنعم |
18) ولكنه قد مات قدماً ولم يزل
|
لفقد النبي المصطفى
يتألم
يتألم |
19) وشاهد هذا أنه كلما ارتقى
|
على منبر المختار
ظل يُهَمْهِم
|
20) ومن بعده الفاروق قد كان عادلاً
|
أميناً عفيف
النفس ما كان يظلم
|
21) وكان كثير العلم للدّين داعياً
|
بجيش له قد كان
للكفر يهزم
|
22) وعثمان ذو النورين صهر نبينا
|
شهيد له الرحمن
بالحق يحكم
|
23) عليٌ عليّ القدر عدل مجاهد
|
على الحق من قتل
لعمّار تعلم
|
24) لقد بُشروا مع ستة في حياتهم
|
بجنات عدن طلعها
ليس يُعدَم
|
25) سعيد وسعد والزبير وعامر
|
وقد فاز قوم طلحة
الخير منهم
|
26) ومن بوركن في بيعه وشراءه
|
وقد كان ذا فضل وذو الفضل ينعم
|
27) رواة حديث ثلة وإمامهم
|
أبو قاسم خير
العباد وأكرم
|
28) هو أسوتي والقدوة قبل غيره
|
ومن ذا الذي غير
النبي سيعصم
|
29) روى مكثراً عنه الصحب سبعة
|
وكلٌ روى ما زاد
والألف يعلم
|
30) فمنهم أبو هر وسعدٌ وجابرُ
|
ومن كان يسعى
للنبي ويخدم
|
31) كذا ابن أبي حفص الفتى ذلك الذي
|
رأى في منام (( لم
ترع )) سوف تسلم
|
32) ومن أوتين علم الكتاب وقد دعى
|
له المصطفى في دعوة تلك تُعلم
|
33) وصديقة قد حدثتنا فأكثرت
|
عن المصطفى فيما يحل ويَحْرُم
|
34) أبي بن كعب حافظ الذكر كله
|
حِفْظ ابن مسعود فذا ليس يُفْصم
|
35) ومنهم أبو موسى وسلمان والذي
|
لِمَا جاء في التوراة يتلو ويعلم
|
36) وقد كشفن كيد اليهود وزورهم
|
وفي قصة للرجم منه تألموا
|
37) ومنهم أبو الدرداء لله دره
|
وكم يعلمن سر النبي ويكتم
|
38) ومن يكتبن في العلم عنه صحيفة
|
بإذن وتفويض ومن ليس يسأم
|
39) من العلم مثل معاذ ومن مشى
|
مع المصطفى ليلاً وجبريل يقدم
|
40) فقال النبي يا أب ذر فانتظر
|
وبعد قليل عاد بالبشر يُعْلِم
|
41) أولئك أصحاب النبي وحزبه
|
ولولاهُمُ قد كادت الأرضُ تُظلم
|
42) إذا رمت أسماء الثقات وكلهم
|
من التابعين المكثرين فخذهم
|
43) سعيد عبيد الله عروة قاسم
|
روايتهم جمعاً بها القلب مغرم
|
وكل فتى في العلم منهم مقدم
|
|
45) وجمع من الأثبات من نظرائهم
|
وفي ذلك التهذيب كلٌ نترجم
|
46) فيا طالباً للعلم منّي نصيحة
|
تمسك بهدي المصطفى سوف تغنم
|
47) فأهل الحديث نضرة في وجوههم
|
وهم فرقة بالنص تنجو وتسلم
|
48) رجال ثقات يحفظون حديثه
|
وما صح عنه عندهم فهو مغنم
|
49) يقولون صح عندنا عن نبينا
|
رواه البخاري في الصحيح ومسلم
|
50) ويروون من أخباره كل مسند
|
ولا يقبلون
مرسلاً فيه
مبهم([5]) |
51) رجال ثقات يكثرون صلاتهم
|
عليه مع التسليم لو كنت منهمُ
|
52) يرون الأسانيد العوالي مغانماً
|
كما قال سفيان إذا كنت تعلم
|
53) رجوت سهيلاً والرجا كان مثمراً([6])
|
وما زلت بالزهري أجلُّ وأُكرَم
|
54) وقال إمامي أحمد طاب سعيه
|
وكلٌ غداً فيما سعى سوف يقدم
|
55) لقد فاتني من جملة القوم مالكٌ
|
وحماد أهل المجد والجد درهم
|
56) فأبدلت بسفيان وابن علية
|
وما كنت إذ ألقى القرينين أندم
|
57) كذاك أبو داود قد كان عالياً
|
بشعبة فيما قد
روى عنه
مسلم([7]) |
58) وأما إذا حدثتنا عن مسدد
59)
|
عن ابن سعيد فالنزول محتم
|
60) وتم بحمد الله ما رمت نظمه
|
وأزكى صلاة الله أهدي وأختم
|
61)
على الصادق المصدوق ما ذكر اسمه
|
وما طاف بالبيت محل ومحرم
|